إنني أؤمن بأهمية تقديم المنفعة ومشاركتها مع الآخرين أيّاً كانت. وأن كل شخص لديه شيء واحد على الأقل يستطيع أن ينقله للآخرين؛ ربما كلمة، فكرة، دقائق معدودة، معلومة، أو حتى خبرة بسيطة لكنها تفتح أمام شخص آخر باباً وأفقاً جديداً.
إن العطاء والإحسان ليس مقصوراً على المال والماديات، بل إن استشعار العطاء في مشاركة المعرفة وتقديم المشورة لهو من أكثر أشكال الإحسان التي يحتاج إليها الناس جميعاً. لذلك تعلمت ألّا أكتنز ما لدي وأن أمنح الآخرين منهُ كرماً لأن الشيء الثمين الذي نملكه يتضاعف بالعطاء وتحِل فيه البركة فيزيد وينمو. وإننا في كل مرحلة من مراحل حياتنا نحتاج إلى من يرشدنا ويشاركنا المعرفة، حتى أصحاب المناصب الرفيعة والملوك يحتاجون إلى من يُشير عليهم ويشاركهم الخبرة ولديهم مرشدون ومستشارون، فليس بيننا من وُلد ومعه دليل إرشادي واضح يُعلّمه كيف يعيش الحياة؟
أدركت مؤخراً أن التجارب التي مررنا بها والدروس التي تعلمناها ليست مُلكاً لنا وحدنا، بل هي أمانة ورسالة علينا مشاركتها ونشرها لتصل إلى شريحة أكبر وأوسع حيث يمكن أن تُحدث أثراً في حياة الآخرين وتختصر عليهم الطريق. أن نتذكر على الدوام أننا نستطيع أن نقدّم شيئاً للبشرية سواء كان مالاً أو علماً أو خبرة أو مشورة أو كلمة طيّبة تُدخل السرور على الآخر أو حتى دقائق من وقتنا أو دعاءً صادقاً أو تبريكاً لهم أو مجرد ابتسامة لهو جزءٌ من رسالتنا وغاية وجودنا على هذه الأرض.
اسأل نفسك كل يوم، وفي كل مكان تذهب إليه، وعند مقابلة أي شخص في العمل أو البيت أو الشارع: ماذا يمكنني أن أُقدّم؟
ثم..
قدّم على أيةِ حال ولاتنتظر المُبادلة.. فإن: “للذينَ أحسَنوا الحُسنى وزيادة” 🙏💜