إنهُ أعظمُ شيءٍ نِلتهُ في هذي الحياة!

في العام الماضي خُضتُ تجربةً من أعمق تجارب حياتي وأكثرها تأثيراً عليّ، حين اخترت أن أحفظ كتاب الله وأصونه في قلبي.

لم تكن تلك رغبة ذاتية إذ لم أفكر بها ولم أخطط لها ولم تكن في قائمة أهداف السنة، بل كانت رغبة روحية طرأت بكل وضوحها وتوهّجت بكامل إشراقها وكأنها الرغبة الوحيدة أمامي في ذلك الوقت.

وما أن قطعت ذلك العهد مع نفسي حتى اجتاحَ النورُ كياني..

بدا لي ألاّ شيء مهم غير شيء واحد؛ ألا وهو إتمام حفظ القرآن العظيم في سنة واحدة.. وكان هذا هو الهدف الواحد والوحيد. ومنذ ذلك العهد تيسّرت كل السبل، وتهيأت كل الأسباب، وقدّرني الله على الانضباط والالتزام بالوقت والمكان المناسبين التزاماً ممتعاً ومشوّقاً، حتى ابتعدَت عني كل المشتتات، وأصبحْت فارغة من كل شيء، ولم يعد هناك ما يُثير شغفي سوى هذا الكتاب العزيز.. وكأن الكون كله انحاز لي من أجل إتمام هذه المهمة الضخمة.. إذ لم أكن لأقتدر عليها لولا أن قدّرني الله.

لقد كانت تلك الفترة غياباً عن العالَم، ولكنها حضوراً مدهشاً مع العالِم..

خلال سنة؛ صار القرآنُ أنيسي وعملي ودوامي الذي أُقبل عليه كل صباح.. أصبحَ هو المبتدأ الذي أبدأ بهِ يومي.. ومنهُ أتلقّى كلّ الخبر.. اعتدت ألاّ أبدأ عملاً قبله، فهو الأول وما سواه يأتي تالياً.. كنت و مازلت أشعر بالإشراقة كل يوم، وأشعر أن روحي تتجلّى بحضرته وتتوهّج، وما يكون للروح أن تتجلّى إلا بالاتصال بخالقها..

إن ما أكتبه ليس تباهياً ولا رياءً، ولكني بنعمة الله أتحدّث.. لا أتفاخر بفعلي ولكن أُلهمُ به وأعتز وأشكر الله عليه سرّاً وجهراً..

إن هذا القرآن العظيم هو أعظمُ ما أُلهمُ به، وأصدقُ ما أَهدي إليه، وأجملُ وأرقُّ ما يتحدّث عنهُ لساني ويمتدحهُ بياني ويتفكّرُ به عقلي..

إنهُ أعظمُ شيءٍ نِلتهُ في حياتي! وأعظمُ شيءٍ أشعرُ به في كياني وكل خلاياي.. إنهُ النورُ الذي أهتدي به، وهو دليلي وأُنسي، وهو الذي فتّحَ أسارير روحي وزكّاها.. وهو الذي صيّر حياتي وبدّلها، وهو الحقُّ الذي لا حقَّ غيره.. والنورُ الذي لا يتضاءلُ ضوؤه..  وهو العافية لكل ما علق بالبدن والعقل والقلب والروح من شوائب.. لقد روّى القرآنُ قلبي ريَّا، وصار لروحي كلَّ شيء.. وهو بالنسبة لي أعظمُ شيءٍ نِلتهُ في هذي الحياة وما سواهُ لا يساوي سطراً منه..

في النهاية.. لقد تحقق الهدف اختياراً روحياً لا قراراً فكرياً.. فقد كان تعبيراً لله بشكري له حين سألته: كيف أشكرك يا الله؟ وكان أسمى ما ألهمني به.. لقد كان شكراً خالصاً أتى بما يستوجب الشكر له أكثر في كل لحظة تالية..

وهذه دعوة لكل من زال على هذه الأرض، أن يقتبسَ من نور القرآن قبسا، وأن ينالَ من بركاتهِ بركة، وأن يحيا فيه ومعه ليحيا حياة طيّبة ويتصل بالله ويقترب، وأن يتلوه آناء الليل وأطراف النهار حتى يرضى..

فلا ترضَ منهُ بالقليل.

رأيان حول “إنهُ أعظمُ شيءٍ نِلتهُ في هذي الحياة!

  1. حقًا لعل هذا أعظم ما يفخر به المرء في حياته،،
    تدوينة مُلهمة ورائعة بكُل ما تحمله الكلمة من معنى،،
    اسأل الله أن يبارك لكِ ويزيدك نورًا وتوفيقًا،،

    Liked by 1 person

  2. Hi mubarak do you still invest in domain if yes contact me if you have

    any interest in Alhamdulillah.ai

    .

    What’s app : +91-9313772221

    إعجاب

أضف تعليق